التصنيفات
تاريخ نساء

مساهمة المرأة المغربية في الحركة الوطنية

إن الاحتفال بالدور الذي أدته المرأة المغربية في صفوف حركة المقاومة الوطنية هو تعبير عن الاعتراف بالتضحيات التي قدمتها. شاركت المرأة المغربية بكل ما أوتيت في النضال لتحرير بلدها المغرب من الاستعمار واستعادة الاستقلال، فتركت بصمتها في مسيرة النضال الوطني.

تولت المرأة المغربية أدوارا ريادية منذ بدء النضال لنيل الاستقلال، واتخذت مكانة في مقدمة المظاهرات والأحداث التي ساهم فيها كل الشعب المغربي لطرد المستعمرين الإسباني والفرنسي، ولم تسمح لأي شكل من أشكال الظلم بأن يمسها ولو بالمقاومة الشفهية.

يُحسب للمرأة المغربية التضحيات التي قدمتها في سبيل النضال والكفاح من أجل التحرير من خلال مشاركتها النشطة، وقد سجل التاريخ كيف تشكلت نواة العمل النسائي ضد المستعمر من انخراط المرأة في خلايا حرب العصابات، واستضافة اجتماعات حركة المقاومة ، والمشاركة في معارك مثل معركة الحري وأنوال وبوغافر. ولكن أيضا من خلال تقديم الرعاية للجرحى ونقل المعلومات المستعجلة لقيادة المقاومة.

ساهمت المرأة المغربية  بشكل فعال في الإنتفاضات والمظاهرات الشعبية التي كانت تتم في جميع أنحاء المغرب، كتعبير عن رفضها للسياسات التي يُمارسها الاستعمار تحت غطاء الحماية بغاية تقسيم وتشتيت جهود مكونات المجتمع المغربي.

تميزت بدايات مشاركة المرأة في النشاط السياسي بالاشتراك في المواجهات باستخدام السلاح، ثم تطورت نحو أساليب مُنظمة جعل حضورها يمتد إلى الأجيال النائشة، إذ خلقت حركة هدفها زرع الوطنية في قلوب وعقول الشباب. فقد لعبت خلال الأربعينيات من القرن الماضي دورا رئيسيا في تكريس الروح الوطنية لدى النساء والفتيات عبر عدة جمعيات نقلن هذه الروح، وبالموازاة انخرطت المرأة المغربية في العمل الحزبي لتناضل من الواجهة.

استطاعت المرأة المغربية أن تواصل دورها بنجاح بعد طرد الاستعمار. ففي فجر الاستقلال عملت في إطار الفضاء الجمعي بتوعية المرأة بأهمية انخراطها إلى جانب الرجل في بناء مغرب قوي في مختلف المجالات من الاقتصاد إلى الثقافة.

حُفرت أسماء نساء مغربيات في تاريخ المغرب النضالي لنيل الاستقلال من شماله لجنوبه. أكثرهن شهرة هي مليكة الفاسي، المرأة الوحيدة الموقعة على وثيقة الاستقلال سنة 1944 التي شاركت في إعداده منذ بدايته وحتى تقديمه. كانت واحدة من أوائل النساء اللواتي انضممن إلى الحركة الوطنية في عام 1937 كعضو في جمعية النساء المستقلات، واهتمت برفع الوعي وتعبئة النساء البرجوازيات بينما اهتمت نساء أخريات مثل توريا السكات أو زهور الزرقاء بالطبقة العاملة. كانت أول امرأة تنشر مقالات في مجلة “المغرب” للدفاع عن حق المرأة في التعليم، ووقعت مقالاتها باسم “بنت المدينة”، وهي من كتبت جميع الوثائق التي أراد أفراد الحركة الوطنية إرسالها إلى السلطان محمد الخامس.

تشير المصادرالإسبانية مشاركة عدد كبير من النساء في حرب الريف بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي، كان دورعائشة بنت أبي زيان مهما في معركة أنوال في عام 1921 حين تم هزم الإسبان، كما سجلت قائمة المشاركات ماما الفرخانية وعائشة الورغلية وحدوم بنت الحسن.

وفي الأطلس المتوسط ، قادت إيطو ابنة موحا أوحمو الزياني القتال إلى جانب والدها واستمرت في القتال حتى بعد وفاته حتى مقتلها. في الجنوب، شاركت النساء أيضًا بشكل مباشر في القتال، عائشة العمرانية من قبيلة آيت باعمران كانت واحدة من الذين سقطوا في عسك عام 1916. لاحقًا ، وقعت معركة بوكافر في جبل صقرو بين ينايرومارس عام 1933، التي قُتل فيها 327 شهيدًا بينهم 117 امرأة. وطوال هذه الفترة ، لم يقتصر دور المرأة على المواجهة العسكرية المباشرة وفقط بل مثلن أزواجهن في التجمعات القبلية.

انضمت فاطمة بن سليمان وحفيدة الوزيرين السابقين الجباس وبن سليمان في سن مبكرة جدا للحركة الوطنية، ونفس الشيء بالنسبة لضوية الكحلي من تمارة التي شاركت في حرب التحرير من 1953 إلى 1956.

تنحدر مجموعة من نساء الحركة الوطنية من النخبة البرجوازية الحضرية،والتي تشمل قائمتها:

– مليكة الفاسي وزهور الأزرق (قلب فاس) 

– رقية العمرانية وفاطمة بن سليمان (حركة المدارس الحرة بسلا) 

– أم كلثوم الخطيب (الدار البيضاء) 

– أمينة اللوح وخديجة بنونة (تطوان)

أما النساء اللواتي انضممن إلى صفوف المقاومة المسلحة ، فقد جئن من عائلات متواضعة وصلن مؤخرًا من الريف واستقرن بشكل رئيسي في الدار البيضاء (ولكن أيضًا في الرباط ووجدة) وهن:

– فاطنة منصر ، سعدية بوحدو (الدار البيضاء) 

– غالية مجاهد ، عائشة ومينا الصنهاجي (الرباط) 

– زهرة توريشي وربيعة طيبي (وجدة)

لمعرفة المزيد عن هذا الموضوع