ملاحظة: هذه المقالة لا تقدم استشارة قانونية. على الرغم من أننا نبذل قصارى جهدنا لكتابة مقالات تحتوي على أحدث البيانات ، فإننا نوصيك باستشارة محامين متخصصين لتقديم المشورة لك بشكل أفضل نظرًا لكون القانون يتغير باستمرار. إذا كنت لا تستطيعين تحمل تكلفة استشارة محامي ، فسنشير في الجزء السفلي من هذه المقالة إلى الجمعيات النسائية التي يمكنها مساعدتك مجانا.
التحرش الجنسي هو سرقة للبراءة والأمان والاستقرار النفسي من الضحية، فلا يقتصر الأمر على لمسة أو كلمة أو حركة عابرة وانتهى الأمر، بل يظل تأثير الأمر أعمق من ذلك في نفس الضحية ويتسبب بالفعل في مشاكل وأمراض نفسية قد تستمر طوال العمر مع الضحية وتؤثر على حياتها واختلاطها بالأخرين.
العديد من الدول تعمل على مجابهة تلك الجريمة البشعة من خلال سن القوانين التي تعمل كرادع للحد من إنتشار تلك الجريمة، دولة المغرب من الدول التي أصدرت قانون يهدف لـمحاربة العنف ضد النساء في المغرب وجريمة التحرش.
ما هو التحرش الجنسي؟
يعتقد الكثير في العالم العربي أن التحرش الجنسي هو اللمس الفعلي الواضح لجسد الغير وما عدا ذلك لا يعد تحرش جنسي. هذا مفهوم خاطئ!
فـالتحرش الجنسي هو أي كلام أو فعل أو نظرة أو إيحاء يشعر الشخص بأنه يتم انتهاك خصوصيته و جسده.
أشكال التحرش الجنسي:
وعلى ذلك فـأشكال التحرش الجنسي كثيرة ومع الأسف منتشرة:
- النظرة الفاحصة والمقصود بها النظرة الطويلة التي يتفحص فيها الشخص جسد الطرف الأخر أو أجزاء منها.
- التعبيرات التي يقصد بها إيحاء جنسي من خلال الوجه مثل الغمز أو لعق الطعام أو تناوله بشكل يشير إلى حركات جنسية.
- النداء أو الأصوات التي يقصد بها لفت انتباه الطرف الآخر مثل البسبسة أو الصفير أو ما شابه.
- الحديث مثل التعليقات التي تقال ويقصد بها التحرش بالطرف الأخر مثل التعليق على جزء معين من الجسد أو طريقة المشي
- الملاحقة والمطاردة تعد تحرشًا جنسيًا حيث في أغلب الأحوال يدب الرعب في قلب الضحية والبعض الأخر قد يشلها الخوف عن الحركة أو التفكير بشكل سليم لطلب المساعدة أو مواجهة الطرف الأخر.
- الدعوة الصريحة لممارسة الجنس عن طريق الطلب الواضح أو طلب رقم الهاتف او توجيه الدعوة لزيارة منزلية أو أي دعوة صريحة تحمل الغرض صريحًا.
- الرسائل النصية والصور ومقاطع الفيديو التي تحمل طابعًا جنسيًا أو دعوى للتعارف بدون غرض واضح سواء عبر تطبيقات التواصل الفوري أو عبر البريد الإلكتروني وخلافه.
- الاهتمام الزائد والغير مرغوب فيه والذي يأتي على شكل محاولة التعارف بشكل يفوق الحد الطبيعي، كذلك إتاحة فرص العمل مقابل توقع تسهيلات جنسية من الأطراف العاملة.
- اللمس المقصود والمدبر له بهدف تحسس الطرف الأخر.
- التهديد بالعنف للطرف الآخر للرضوخ لـالمطالب الجنسية من قبل المتحرش.
- التحرش الجنسي الجماعي والذي فيه يقوم عدة أطراف بالتحرش بفرد واحد في نفس الوقت.
ماذا يقول القانون المغربي عن التحرش الجنسي؟
يقتضي القانون المغربي في معاقبة جريمة التحرش الجنسي بحبس المتحرش من شهر لـستة أشهر مع غرامة مالية تقدر من 200 – 1000 دولار أمريكي أو بأحدى العقوبتين.
ورغم وجود قانون هدفه ردع جريمة التحرش الجنسي إلا أن هناك العديد من الثغرات التي يستغلها المتحرشون في استمرارهم في ممارسة التحرش الجنسي دون رادع حقيقي.
أول صعوبة تؤدي إلى إحباط النساء ومنعهم من الإبلاغ عن ما تعرضوا له من تحرش جنسي هو صعوبة إثبات تلك الجريمة، فماذا لو تم التحرش دون شهود أو أدلة؟ الفعل قد وقع وانتهى ومع ذلك لا يوجد دليل وبالتالي لن يتم إثباته وستسقط الدعوى.
الصعوبة الثانية تكمن في خوف النساء من الأسئلة التي سيتعرض لها من أطراف الشرطة والقانون الذين سيقومون بالتحقيق في الواقعة.
أما الثالثة وهي التي يمثلها المجتمع بأسره في نظرته التي يوجهونها نحو ضحية التحرش الجنسي، فـيتم معاملة المرأة التي تبلغ عن جريمة التحرش الجنسي كأنها المجرمة وبل البعض يحملها مسؤولية حدوث تحرش جنسي لها وأنها هي السبب فيما حدث بسبب ملابس غير لائقه، أو تصرفات غير لائقه، أو بسبب تواجدها في ذلك المكان.